مقدمة:
في بحثنا عن تعريف المواطنة لابد من الإشارة إلى علاقات على ثلاث مستويات لهذا التعريف هي “المواطن والدولة، المواطن والمواطن، المواطن والفضاء الذي يعيش فيه”، وفي الحديث عن المواطن والفضاء الذي يعيش فيه نذكر ما قاله الصحفي الفرنسي “دافيد كولومبليد”، في كتابه:”المواطن الرقمي”: يعيش العالم، حالياً، منعطفاً مهماً وحاسماً وسريعاً في تاريخه كله. إنه يتجه نحو “نمط حضاري” جديد، عبر تبنّي ثقافة الانترنت “الإمبراطورية الرقمية”، التي وضعت الثقافات الإنسانية، السائدة منذ آلاف السنوات، في مواجهة تحديات حقيقية، فمختلف قطاعات النشاط الإنساني تعرّضت إلى هزّة حقيقية، وأنه ينبغي على كل قطاع منها، أن “يجابه على طريقته”، ما يسميه المؤلف “الاجتياح الرقمي”. ويشير إلى أن التحولات التي حدثت كبيرة و”نوعية”.
في زاويتنا اليوم عرضٌ للمواطنة الرقمية، على اعتبار الجانب الايجابي للثورة الرقمية التي تفتح أمال عريضة في منظور المستقبل. ذلك على أساس أن الانترنت هو الثقافة للجميع، وحرية التعبير للجميع على قدم المساواة.
في عام 2012 تجاوز عدد الأجهزة النقالة الموصولة عدد الناس على كوكب الأرض، مع حركة البيانات المتنقلة التي أصبحت الآن 8 مرات أكبر مما كانت عليه على شبكة الإنترنت العالمية بأكملها في عام 2000، حيث إن حياتنا اليومية وبشكل متزايد تحولت لحياة رقمية ونستخدم بثقة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتقنيات الحديثة للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتعليمية والثقافية والاقتصادية ...الخ ، وطور العديد منا مهارات التفكير النقدي في الفضاء الإلكتروني، ولكننا كعرب لا تزال نسبة كبيرة منا لا تحترم مفاهيم الخصوصية وحرية التعبير في العالم الرقمي، مما يؤكد صعوبة تعزيز قيم المواطنة الرقمية وربطها بالهوية الوطنية، وضعف ما يصرف على البحث العلمي في هدم الفجوة الرقمية ومشاريع محو الأمية الرقمية الإلكترونية في وطننا العربي الكبير، فالمواطنة الرقمية هي مزيج من المهارات الفنية والاجتماعية التي تجعل الشخص ناجحا في تسخير التكنولوجيا ومهارات التواصل والعمل الرقمية الإلكترونية الحديثة واستخدامها بأمان في عصر المعلومات للاستفادة القصوى منها مهنيا وعلميا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وروحيا لتعظيم فرص نجاحه ونجاح مجتمعه ودولته وأمته في مختلف جوانب الحياة ضمن محددات القوانين والتشريعات المحلية والدولية، دون أن يخرج عنها أو العمل بمنأى عنها.
للإطلاع على البحث كاملا من خلال هذا الرابط
|